02 يناير 2022
أعلنت اليوم بالدوحة نتائج الدورة الثالثة من جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات والتي تنظمها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر، ممثلة بكرسي منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم /إسيسكو/ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
وفاز بالمركز الثاني في هذه النسخة التي جاءت تحت عنوان "دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية" بحث (دور وسائل الإعلام في الوقاية والحد من الكراهية وبناء التعاون الحضاري في أفق التأسيس لحضارات متعاونة) للدكتور عبدالكريم القلالي من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس المملكة المغربية، حيث تم الاتفاق بإجماع أعضاء اللجنة العلمية، وأعضاء لجنة التحكيم الخارجية، على حجب الجائزة الأولى لعدم وجود أبحاث محققة لمعايير التميز المستحقة لقيمة ومكانة الجائزة رمزيا وماديا.
وفاز بالمركز الثالث بحث (خطاب الكراهية وإشكالية التواصل الحضاري من خلال مشروع محمد عمارة الإصلاحي) للدكتور علي بن مبارك من كلية المجتمع في الدوحة - قطر، كما حصل بحث (دور التواصل الحضاري في تعزيز العيش الإنساني المشترك) للأستاذ الدكتور خليف مصطفى حسن غرايبة من جامعة البلقاء التطبيقية بالمملكة الأردنية، وبحث (شبكات التواصل الاجتماعي وآثارها في تفعيل الخطاب الدعوي للحد من خطاب الكراهية وتعزيز التعايش الإنساني المشترك) للدكتور عبد السلام رياح على جائزتين تشجيعيتين.
وأعلنت اللجنة العلمية للجائزة موضوع الدورة القادمة /الدورة الرابعة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات 2022 - 2023/ والذي سيكون "حوار العلوم: نحو إطار حضاري للتكامل المعرفي" ضمن مجال من المجالات الأربعة التي تدور حولها خطة الدولة في مجال حوار وتحالف الحضارات، وهو مجال التعليم، على أن تنشر المحاور والمعايير والشروط خلال شهر مارس المقبل.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات أن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات في دورتها الثالثة (2020 - 2021) جاءت في إطار تنفيذ الأهداف المعلنة في خطة دولة قطر لتحالف الحضارات (2018 - 2022) التي أكدت على توفير جوائز تقديرية للأعمال البحثية المتميزة وتمويل الأبحاث الرصينة في الحوار بين الحضارات.
وقال سعادته إن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات أطلقت عام 2018 كثمرة من ثمار التعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر، ممثلة بكرسي منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مشيرا إلى أن تخصيص الجائزة في دورتها الثالثة لأحسن دراسة تتحدث عن "دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية" يأتي في إطار جهود دولة قطر على الصعيدين المحلي والدولي في قضايا الحوار الحضاري والتواصل الثقافي ومعالجة الفكر المتطرف، وتجسيدا لأهداف وغايات رؤية قطر الوطنية 2030 التي دعت إلى "رعاية ودعم حوار الحضارات، والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة".
وأوضح سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية أن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات تهدف إلى تكوين نخب ذات كفاءة عالية لتعزيز قيم الحوار والتعايش من خلال البحث العلمي الرصين، ونشر وتأصيل ثقافة التسامح والتعايش السلمي، والقدرة على صياغة وعي وثقافة للحوار طبقا للواقع المتجدد وفي إطار الإصالة والثوابت.
وقال الدكتور الحمادي إن الجائزة قطعت خلال السنوات الأربع الماضية شوطا كبيرا، وباتت محط اهتمام الدوائر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والنخب الفكرية من مختلف الثقافات، وأخذت تستقطب الباحثين من مختلف دول العالم، وهو ما يتجسد في زيادة عدد المتقدمين لها من مختلف قارات العالم، وهذا بالتأكيد يضيف لرصيد دولة قطر التي كانت في مقدمة دول العالم في دعم مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، حيث استضافت العديد من الفعاليات المهمة في مقدمتها المنتدى الرابع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات عام 2011، وبرنامج وفد زمالة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات طيلة الفترة (2011 - 2019).
وأعرب سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية عن تطلعه إلى المزيد من التعاون والشراكة مع جامعة قطر في مختلف جوانب ومجالات تحالف الحضارات من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع المدرجة في خطة دولة قطر لتحالف الحضارات، وفي مقدمتها جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات والتي سيكون محورها في الدورة الرابعة (2022 - 2023) حوار العلوم.
وفي ختام كلمته بارك سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات للباحثين الفائزين بالجائزة، كما تقدم بخالص الشكر والعرفان لأعضاء لجنة التحكيم على جهودهم المخلصة ومثابرتهم وتفانيهم بالعمل لإنجاح هذه الفعالية التي تعكس الوجه الحقيقي لدولة قطر كراعية للحوار بين الحضارات والثقافات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بدوره، أشاد سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر بالتعاون البناء بين الجامعة ووزارة الخارجية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /إسيسكو/ الذي أثمر مثل هذا الجهد الكبير، والجهد المقدر من الفائزين بالجائزة والأبحاث المشاركة.. مشيرا إلى أن الجائزة التي انطلقت قبل أربع سنوات، قصدت إلى تحقيق أهداف ومخرجات تعليمية وبحثية وتنموية متنوعة، تكون في مقام القوة الدافعة لطاقات الشعوب نحو تحقيق التقدم والازدهار والانفتاح على الآفاق الإنسانية، وإشاعة ثقافة الوئام والتسامح والتعايش والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.
وأضاف رئيس الجامعة أن هذا الإنجاز الجديد يأتي في سياق الحراك الأكاديمي والعلمي والبحثي الكبير الذي تشهده جامعة قطر، وتتويجا لمسار استراتيجي بدأته منذ سنوات، وتحققت من خلاله وفي وقت قصير إنجازات نوعية ومكاسب متميزة، في مجالات التعليم والبحث وخدمة المجتمع وأولويات الدولة والأمة، ولعل من أبرز هذه الإنجازات في مجال البحث وتنمية المجتمع، ما تنجزه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عبر كرسي /إسيسكو/ لتحالف الحضارات من مبادرات، أهمها: جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات التي انتشرت وتوسعت لتشمل القارات الخمس من حيث المشاركة، والمشروع البحثي الاستراتيجي الدولي: مشروع موسوعة الاستغراب، الذي سنحتفل قريبا بصدور الأجزاء الأولى منه.
وتقدم رئيس الجامعة بخالص الشكر للجهات المتعاونة في إنجاز هذين المشروعين العلميين وغيرهما من المشاريع الرائدة محليا وإقليميا ودوليا، مشيدا بجهود اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /إسيسكو/ في دعم مختلف مبادرات جامعة قطر في مجال الحوار الحضاري.
وقال الدكتور الدرهم إن موضوع الجائزة من الموضوعات الحية التي يحفل بها عالمنا المعاصر، فالتحولات الكبيرة التي شهدها العالم في العقود الأخيرة، خاصة في الثورة المعلوماتية والاتصالات وأثر هذه الثورة على البشرية من خلال الوسائط الإعلامية الجديدة والطفرة الرقمية التي اكتسحت بلداننا ومجتمعاتنا ومنازلنا توجب البحث المستمر والتفكير في حلول علمية تتسم بالواقعية والمرونة والإنتاجية لأن الرفع من قدرات التفاعل والتحصين يقتضي الرفع من جودة البحث العلمي والتعليم العالي من حيث المحتوى والمناهج، ومن حيث الاستجابة للتحديات والقدرة على المرونة والتكيف المستمر في المكونات البيداغوجية والمنهجية وعروض التكوين المختلفة لبرامج التعليم العالي والبحث العلمي ومبادرات الإبداع والابتكار، وذلك بغرض الإرساء التدريجي لمنظومة بحثية وتعليمية تدرأ كل تحديات الغزو الفكري والاستلاب الثقافي، وتواجه كل النعرات العنصرية والصور النمطية عن حضارتنا وديننا الحنيف، وهو ما تسعى إليه جامعة قطر في مختلف برامجها ومقرراتها ومنظومتها البحثية.
من جانبه، تحدث الدكتور إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر عن جهود الكلية خلال الفترة الماضية في تحضير وتجهيز هذه النسخة من الجائزة، منبها إلى دورها في ملف تحالف الحضارات، وإسهاماتها في تطبيق بنود الرؤية الوطنية 2030، وخطة الدولة في هذا الملف ومن هذه الإسهامات: اعتماد برنامج ماجستير أديان وحوار الحضارات بالكلية، واعتماد جائزة دولية سنوية لحوار الحضارات "جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات"، واعتماد موسوعة الاستغراب، باعتبارها موسوعة عالمية، وإنجاز أربعة مجلدات أولى سيتم نشرها في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وإقامة مؤتمرات وندوات وورشات دورية بالكلية وخارجها، في موضوعات حوار تحالف الحضارات. وغير ذلك الكثير.
وأضاف الدكتور إبراهيم الأنصاري أن تخصيص الدورة الثالثة لعام 2020 - 2021، لقضية "دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية" مجالا للمنافسة بين الباحثين، يستهدف إزالة التراكمات التاريخية السلبية عن الآخر، وخصوصا الصور السلبية حول حضارتنا العتيدة والتي رسختها الدوائر الاستشراقية والاستعمارية منذ قرون عدة، ومحاولين مواجهتها وتحييدها، وفق أفضل الوسائل والكفايات الإعلامية والدعوية.
وتحدث عميد كلية الشريعة عن مشروع تعاون جديد مع وزارة الخارجية، من خلال المعهد الدبلوماسي، حيث تم الاتفاق المبدئي على طرح دبلوم تدريبي دولي في "الحوار والتواصل الحضاري"، مدته أربعة أشهر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) ولمختلف التخصصات الشرعية والإنسانية والاجتماعية ذات الصلة بموضوع حوار وتحالف الحضارات.
في الإطار نفسه، قدم الدكتور عزالدين معميش رئيس اللجنة العلمية للجائزة أهم المراحل التي مرت بعملية فرز المشاركات الدولية في الجائزة، حيث تلقت اللجنة 238 ملخصا باللغات الثلاث (العربية والإنجليزية والفرنسية) من 40 دولة وقد تم قبول 58 ملخصا للمرحلة النهائية وقد منح الباحثون سنة كاملة للتفرغ لإنجازها، والتي اشترط فيها معايير علمية ومنهجية وفنية دقيقة.
وأضاف أنه بعد سنة كاملة، تلقت اللجنة في المرحلة النهائية، 26 بحثا، تم استبعاد ستة منها لعدم توافرها على المعايير الأساسية المشترطة في ديباجة الجائزة، وتم عرض 20 بحثا للتحكيم الأولي، وتوصلت اللجنة العلمية لفرز 5 أبحاث للمرحلة الحاسمة (القائمة القصيرة)، وأرسلت هذه الأبحاث إلى لجنة دولية من خارج دولة قطر وبعد تقارير دقيقة ومستفيضة من هذه اللجنة، ثم المداولات النهائية لأعضاء الجنة العلمية المشرفة على الجائزة، تم التوصل إلى النتائج النهائية التي تم إعلانها.