المركز الإعلامي

ندوة " أثر جائحة فايروس كورونا " كوفيد -19" على أوضاع المهاجرين والنازحين

20 يوليو 2020

ندوة " أثر جائحة فايروس كورونا " كوفيد -19" على أوضاع المهاجرين والنازحين

     نظمت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات يوم الاثنين الموافق 20 يوليو 2020 ندوة افتراضية بعنوان " أثر جائحة فايروس كورونا " كوفيد-19" على أوضاع المهاجرين والنازحين، واستهلت أعمال الندوة بكلمة لسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية الحضارات، رحب بها بالمشاركين ، مشيراً إلى أن العام شهد حركة كبيرة للهجرة والنزوح أما بسبب الدوافع الاقتصادية للحصول على فرص العمل أو بسبب الحروب والنزاعات المسلحة في أنحاء مختلفة من دول العالم لاسيما من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأصبحت هذه الحركة تشكل أكبر الهجرات إلى الدول الأوربية  والولايات المتحدة الأمريكية.

    وأوضح سعادة نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات إلى أن عدد المهاجرين في جميع انحاء العالم قد وصل إلى حوالي (270) مليون شخص عام 2019 يشكلون نحو (3.5%) من سكان العالم وذلك وفقاً لتقرير الهجرة الدولية، كما أن هناك حوالي (41.3) مليون نازح اضطروا إلى الهرب من بيوتهم في نهاية عام 2018، وهو رقم قياسي منذ أن بدأت منظمة الهجرة الدولية عملية الرصد لحركة النزوح في عام 1998.واوضح سعادته بأن موضوع الهجرة يمثل أحد أهم المجالات الأربعة التي تتهتم بها سكرتارية الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وذلك باعتبار أن الهجرة تلعب دوراً مهماً وحيوياً في التعريف بالحضارات، وتحقيق التقارب بين الشعوب، وتحقيق التعايش الإيجابي المشترك بين مجموعات أثنية ودينية وثقافية مختلفة .

   وأشار سعادة الدكتور الحمادي بأننا نناقش اليوم في هذه الندوة الافتراضية ملف أزمة جائحة فايروس كورونا " كوفيد-19" على أوضاع المهاجرين والنازحين، حيث أوضح أن هذه الأزمة هي أزمة غير أن لها تداعيات مسبوقة غير مسبوق في التاريخ الإنساني، لأنها أزمة مركبة متعددة الأبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية بامتياز، ولا شك أنها قد أثرت كثيراً على الاقتصاد العالمي وعلى المهاجرين والفئات المهمشة بسبب ضعف نظم الحماية والحقوق الاجتماعية لهم.

  بعد ذلك بدأت أعمال الندوة الافتراضية بمحاضرة للدكتور مروان قبلان مدير برنامج الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي في معهد الدوحة للدراسات العليا، أستعرض فيها دور الأوبئة في التاريخ الإنساني وأثرها على التحولات السياسية والاقتصادية وعلى حياة البشر، موضحاً أثر جائحة الفلونزا الإسبانية التي حصلت خلال الفترة 1918-1920 والتي كان من أهمها تداعياتها نشوء نظام دولي مختلف تماماً عما كان سائد قبل الحرب الكونية الأولى. ثم أشار الدكتور قبلان إلى موضوع الصراعات والنزاعات المسلحة في العراق وسوريا واليمن والصومال ودورها في جعل المنطقة العربية أكبر مصدر للمهاجرين في العالم، ثم أوضح بأن أكبر عدد للمهاجرين والنازحين يتركز في كل من سوريا وفنزويلا وجنوب السودان، علاوة على المهاجرين من الروهيانغا، كما أوضح بأن أغلب المهاجرين يعملون في القطاع غير الرسمي، مما جعلهم من أكثر الفئات تضرراً بسبب الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تبنتها الدول التي تحتضن اللاجئين على سبيل المثال الأردن، حيث أشار إلى أن السوريين الذين فقدوا عملهم كان ضعف عدد المواطنين الأردنيين، حيث أن جلهم يعمل في قطاع البناء والتشييد وتجارة التجزئة التي تأثرت كثيراً بسبب عمليات الإغلاق. وكذلك بالنسبة للاجئين السوريين في دول الجوار الأخرى لبنان وتركيا، حيث فقد الكثير منهم فرص عملهم لاسيما العاملين في قطاع السياحة والفندقة. وختتم ورقته البحثية بالحاجة إلى إعداد ترتيبات تتطلب توافق دولي من جميع الأطراف للحد من تداعيات جائحة فايروس كورونا لاسيما في الشمال السوري الذي يقطنه أكثر من (3.5) مليون شخص مشدداً على ضرورة معالجة الأسباب المؤدية لحركة الهجرة والنزوح التي سببها يعود لأنظمة سياسية تحتاج إلى إصلاحات جذرية تؤمن الاستقرار لمواطنيها.

    أما المتحدث الثاني الدكتور عبد القادر الخبير المتخصص في الهجرات الدولية والذي يعمل خبيراً باللجنة الدائمة للسكان في دولة قطر، أستهل حديثه بتوجيه الشكر لوزارة الخارجية واللجنة القطرية لتحالف الحضارات على الاهتمام بموضوع المهاجرين والنازحين، مشيراً إلى أن دول العالم قد اهتمت بموضوع الهجرة والمهاجرين ووضعت مقاربات في هذا المجال منذ ستينات القرن الماضي، وأوضح بأن الاتفاق العالمي حول الهجرة الأمنة الذي صدر في مراكش عام 2018 والذي وقعت عليه دولة قطر قد تضمن العديد من البنود التي تؤمن الحماية للمهاجرين والنازحين خلال فترات الأزمات. وأشار بان التدابير الاحترازية التي قامت بها الدول للحد من انتشار فايروس كورونا والمتمثلة بغلق المطارات والحدود قد ساهم في خفض تدفقات المهاجرين إلى مستوى الصفر لا سيما الهجرة القانونية لأغراض العمل أو الدراسة أو الاستثمار أو العلاج. وأوضح بأن الإجراءات التي اتبعتها العديد من دول العالم قد شملت الجميع سواء في مجال أتاحه الفرص للتعليم عن بعد أو تلقي العلاج الطبي، مشيراً إلى أن دولة قطر اتخذت الإجراءات الصحية المناسبة للمصابين بالمرض على حد سواء للمواطنين والمقيمين بدون أي تمييز. وأشار أيضاً إلى التضامن الإنساني لمواجهة الوباء، حيث أوضح عن مساهمة الأطباء العرب لمعالجة المواطنين البريطانيين والتضحيات التي قدمها الكثير منها لمعالجة مصابي كورونا. كما أوضح الدور الذي قامت به بعض الجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات للمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، واختتم حديثه بالتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا على فرص العمل في المنطقة العربية ، حيث أشار إلى فقدان (3.5) شخص فرص عملهم بسبب الجائحة ومن المؤمل أن يرتفع الرقم إلى رقم اكبر من نهاية عام 2020، وكذلك أشار إلى انخفاض مستوى المساعدات المقدمة للنازحين والمهاجرين من الدول المانحة وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أثرت على أدائها الاقتصادي والذي انعكس سلباً على إيراداتها من النفط التي تدنت أسعارها بسبب الجائحة، نتيجة لانخفاض الطلب بسبب الانكماش الاقتصادي الكبير الناجم عن تدني مختلف الأنشطة لاسيما الصناعية والمتعلقة بالسياحة والنقل.

    وتحدث الدكتور حميد الهاشمي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العالمية في لندن عن أن تداعيات أزمة كورونا قد شملت جميع مفاصل الحياة في جميع دول العالم دون استثناء، وأشار إلى أن الآثار كانت قانونية واجتماعية وصحية واقتصادية ونفسية ، فالجوانب القانونية تمثلت في تعليق طلبات اللاجئين نتيجة لإغلاق عمل المؤسسات المعنية بشؤون الهجرة، أما الجوانب الصحية فتمثلت في نقص الكوادر التي تقوم بتقديم الخدمات الصحية للمهاجرين والنازحين، أما التداعيات النفسية للجائحة على المهاجرين فتمثلت في زيادة القلق والعزلة والاكتئاب والخوف من المستقبل، والتداعيات الاجتماعية تمثلت زيادة حالات التشرد والتباعد الاجتماعي، والتداعيات الاقتصادية تمثلت في محدودية الفرص بسبب تدني حجم النشاط الاقتصادي الامر الذي أدى ارتفاع معدلات البطالة. فضلاً على أن الازمة الاقتصادية والمالية التي صاحبت جائحة كورونا قد أثرت على حجم المساعدات الحكومية ومساعدات الجمعيات الخيرية، حيث انخفضت الموازنات المخصصة لرعاية المهاجرين والنازحين وبتالي قلة الخدمات والمساعدات المقدمة لهم بما فيها الخدمات الصحية.

     وبعد انتهاء المحاضرين من تقديم عروضهم قدم أعضاء اللجنة القطرية لتحالف الحضارات مدخلات عدة أشارت إلى الصعوبات التي تواجه بعض الجمعيات غير الحكومية كالهلال الأحمر في الوصول إلى النازحين والمهاجرين لاسيما في سوريا واليمن الذين يعانون من متاعب نفسية، الأمر الذي أثر على قدرتهم لمواجهة فايروس كورونا بسبب نقص الكمامات ومعدات التطهير ومستلزمات العلاج لهذا الوباء بسبب عدم القدرة على تحقيق التباعد الاجتماعي المطلوب. كما تمت الأشارة إلى ضرورة توحيد الصفوف وحشد الطاقات لجميع الجهات التي تعنى بتحالف الحضارات للارتقاء بمستوى التعامل مع هذه الجائحة في هذا الظرف الذي يمر به المجتمع الإنساني. وأيضا ًتم التأكيد على ضرورة الدور الذي تقوم به منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصحة العالمية للتقليل من مخاطر جائحة كوفيد -19 على المهاجرين والنازحين.

وتم ايضاً استعراض الجهود التي قامت بها دولة قطر للحد من تداعيات أزمة فايروس كورونا على العمالة الوافدة بالدولة، حيث تم توضيح الإجراءات الاحترازية والتدابير التي اتخذت لتأمين الحماية للعمال وأصحاب العمل، حيث قامت الدولة بتقديم حزمة من الحوافز المادية بلغت (75) مليار ريال قطري التي أصدرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد لدعم الاقتصاد ومساعدة القطاع الخاص لتمكين الشركات من دفع المستحقات المالية للعمال.  وتم أيضاً نشر كتيبات توعوية للعمال عن كيفية الحافظ على الصحة وتنفيذ حملة واعي حيث تقوم بزيارات ميدانية لمواقع عمل وسكن العمال. وتم الإشارة على التعاون مع البعثات الدبلوماسية لتبادل المعلومات لدعم العمالة الوافدة وتأمين العودة الطوعية لمن يرغب منهم، واستمرار توفير الغذاء والسكن بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية.

   وأخيراً اجمع المشاركون في اعمال الندوة الافتراضية عن أثر جائحة فايروس كورونا " كوفيد -19" على ضرورة استخلاص العبر والدروس المستفادة من مواجهة هذا الوباء وذلك للتهيئة والاستعداد لمواجهة مثل هذه الأزمات في المستقبل، وأكدوا على ضرورة تعزيز التضامن الإنساني لمواجهة تحديات انتشار الوباء وآثاره السلبية والتنسيق والتعاون مع مختلف المنظمات والهيئات والدولية والحكومات والمجتمع المدني للتقليل من التداعيات السلبية لهذا الوباء على مختلف الجوانب.

 

 

ندوة " أثر جائحة فايروس كورونا " كوفيد -19" على أوضاع المهاجرين والنازحين